وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة مسلمة، وما أنتم من أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض، ثم طفق يبين ما أعده في تلك الجنان لهم فقال "عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ" ١٥ منسوجة بالذهب موشاة بالجواهر المنيرة "مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ" ١٦ على السرر مع أحبابهم، ينظر بعضهم لوجوه بعض عند التخاطب والقعود، وهذا من أحسن أوصاف حسني العشرة صافي الوداد، مهذّبي الأخلاق، والعكس بالعكس، لأن من لا ينظر إليك عند ما تخاطبه لم يبال بك، ومن لا تنظر إليه عند مخاطبته لم تحترمه ولا تعبا به ففيها سوء خلق وقلة أدب وعدم محبّة من الطرفين، هذا ومما أعدّ لهم فيها أيضا خدم كثيرون بدليل قوله عز قوله "يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ" ١٧ في سن الشبوبة لا يهرمون ولا يموتون خلقهم اللّه في الجنة لخدمة أهلها لا يتجاوزون حد الوصافة.
مطلب معنى المخلدين ومصير أولاد المشركين وآداب الأكل :