لعمدتم "تَرْجِعُونَها" إلى جسدها بعد خروجها منه "إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ" ٨٧ في دعواكم أن الميت ميت بالطبع ولا بعث ولا حشر ولا نشر ولا جزاء، ولكنكم لا تقدرون على ردّ أرواح الموتى بما تستمدونه من الرقى والطب مهما كان الراقي عارفا والطبيب حاذقا، لا يقدرون على شيء من ذلك، وإذا تحقق عجزكم عن هذا فاعلموا وتيقنوا أن الأمر منوط باللّه وحده الذي خلقكم وأماتكم، هو يحييكم ثانيا، ويجعلكم أصنافا ثلاثة "فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ" ٨٨ السابقين المار ذكرهم ووصفهم في الآية ١٠ فما بعدها "فَرَوْحٌ" له واستراحة "وَرَيْحانٌ" يحيط به وهو المعروف عندنا، ولكن أين هذا من ذاك "وَجَنَّةُ نَعِيمٍ" ٨٩ له يتنعم فيها ما زال في برزخه إلى أن ينقله اللّه منه إلى الجنة الدائم نعيمها، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال لم يكن من المقرّبين يفارق الدنيا حتى يؤتى بغصنين من
ريحان الجنة فيشمها ثم يقبض.
وأخرج ابن جرير أيضا عن الحسن أنه قال :
تخرج روح المؤمن من جسده في ريحانة.
ثم قرأ هذه الآية "وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ" ٩٠ السالف ذكرهم أيضا ونعتهم