وكذلك ﴿وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾ ثمّ قال :﴿السَّابِقُونَ﴾ لأَنَّ التقدير عند بعضهم : والسابقون ما السّابقون، فحذف (ما) لدلالة ما قبله عليه وقيل : تقديره : أَزواجاً ثلاثة فأَصحاب الميمنة وأَصحاب المشأَمة
والسّابقون ثم ذكر عقيب كلّ واحد منهم تعظيماً أَو تهويلاً فقال : ما أَصحاب الميمنة ما أَصحاب المشأَمة، والسّابقون أَى هم السّابقون.
والكلام فيه يطول.
قوله :﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ﴾ ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تَحْرُثُوْنَ﴾ ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَآءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ﴾ ﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ﴾ بدأَ بذك خَلْق الإِنسان، ثمّ بما لا غنى له عنه، وهو الحَبّ الَّذى منه قُوتُه (وقوّته) ثمَّ الماء الَّذى منه سَوْغه وعَجْنه، ثمّ النَّار التى منها نُضْجه وصلاحه.
وذكر عقيب كلّ واحد ما يأْتى عليه ويفسده، فقال فى الأُلوى :﴿نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ﴾ وفى الثَّانية ﴿لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً﴾ وفى الثالثة ﴿لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً﴾ ولم يقل فى الرّابعة ما يفسدها، بل قال : نحن جعلناها تذكرة : يتَّعظون بها [ومتاعا] للمُقْوِين : أَى للمسافرين ينتفعون بها.
فضل السّورة
فيه حديث ابن مسعود :"من قرأَ سورة الواقعة فى كلّ ليلة لم تصبه فاقةٌ أَبداً" وحديث علىّ الضَّعيف : يا علىّ مَنْ قرأَها أَعطاه الله من الثواب مثل ثواب أَيّوب، وله بكل آية قرأَها مثل ثواب امرأَة أَيّوب. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٤٥٠ ـ ٤٥٢﴾


الصفحة التالية
Icon