ففي تفسيرها جملة وجوه أحدها : المراد إذا وقعت القيامة الواقعة أو الزلزلة الواقعة يعترف بها كل أحد، ولا يتمكن أحد من إنكارها، ويبطل عناد المعاندين فتخفض الكافرين في دركات النار، وترفع المؤمنين في درجات الجنة، هؤلاء في الجحيم وهؤلاء في النعيم الثاني :﴿إذَا وَقَعَتِ الواقعة﴾ تزلزل الناس، فتخفض المرتفع، وترفع المنخفض، وعلى هذا فهي كقوله تعالى :﴿فَجَعَلْنَا عاليها سَافِلَهَا﴾ [ الحجر : ٧٤ ] في الإشارة إلى شدة الواقعة، لأن العذاب الذي جعل العالي سافلاً بالهدم، والسافل عالياً حتى صارت الأرض المنخفضة كالجبال الراسية، والجبال الراسية كالأرض المنخفضة أشد وأبلغ، فصارت البروج العالية مع الأرض متساوية، والواقعة التي تقع ترفع المنخفضة فتجعل من الأرض أجزاء عالية ومن السماء أجزاء سافلة، ويدل عليه قوله تعالى :﴿إِذَا رُجَّتِ الأرض رَجّاً * وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً﴾ [ الواقعة : ٤، ٥ ] فإنه إشارة إلى أن الأرض تتحرك بحركة مزعجة، والجبال تتفتت، فتصير الأرض المنخفضة كالجبال الراسية، والجبال الشامخة كالأرض السافلة، كما يفعل هبوب الريح في الأرض المرملة الثالث :﴿إِذَا وَقَعَتِ الواقعة﴾ يظهر وقوعها لكل أحد، وكيفية وقوعها، فلا يوجد لها كاذبة ولا متأول يظهر فقوله :﴿خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ﴾ معطوف على ﴿كَاذِبَةٌ﴾ نسقاً، فيكون كما يقول القائل : ليس لي في الأمر شك ولا خطأ، أي لا قدرة لأحد على رفع المنخفض ولا خفض المرتفع.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon