وقال ابن زيد العروب : الحسنة الكلام، وقد تجيء العروب صفة ذم على غير هذا المعنى وهي الفاسدة الأخلاق كأنها عربت ومنه قول الشاعر [ ابن الأعرابي ] :[ الطويل ]
وما بدل من أم عثمان سلفع... من السود ورهاء العنان عروب
وقرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي :" عرُباً " بضم الراء. وقرأ حمزة والحسن والأعمش :" عرْباً " بسكونها وهي لغة بني تميم، واختلف عن نافع وأبي عمرو وعاصم.
وقوله :﴿ أتراباً ﴾ معناه في الشكل والقد حتى يقول الرائي هم أتراب، والترب هو الذي مس التراب مع تربه في وقت واحد. قال قتادة :﴿ أتراباً ﴾ يعني سناً واحدة، ويروى أن أهل الجنة على قد ابن أربعة عشر عاماً في الشباب والنضرة، وقيل على مثال أبناء ثلاث وثلاثين سنة مرداً بيضاً مكحلين.
واختلف الناس في قوله :﴿ ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ﴾ فقال الحسن بن أبي الحسن وغيره، الأولون : سالف الأمم، منهم جماعة عظيمة أصحاب يمين، والآخرون : هم هذه الأمة، منهم جماعة عظيمة أهل يمين.
قال القاضي أبو محمد : بل جميعهم إلا من كان من السابقين. وقال قوم من المتأولين : هاتان الفرقتان في أمة محمد، وروى ابن عباس عن النبي ﷺ أنه قال :" الثلثان من أمتي " فعلى هذا التابعون بإحسان ومن جرى مجراهم ثلة أولى، وسائر الأمة ثلة أخرى في آخر الزمان. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾