غداً تَرْينَ الطَّلْحَ والأَحْبَالاَ
فالطَّلْح كلّ شجر عظيم كثير الشوك.
الزجاج : يجوز أن يكون في الجنة وقد أزيل شوكه.
وقال الزجاج أيضاً : كشجر أم غيلان ( له ) نَوْر طيّب جداً فخوطبوا ووعدوا بما يحبون مثله، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا.
وقال السدي : طلح الجنة يشبه طلح الدنيا لكن له ثمر أحلى من العسل.
وقرأ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه :"وَطلْعٍ مَنْضُودٍ" بالعين وتلا هذه الآية ﴿ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾ وهو خلاف المصحف.
في رواية أنه قرىء بين يديه ﴿ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ﴾ فقال : ما شأن الطلح؟ إنما هو "وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ" ثم قال :"لَهَا طَلْعٌ نَضَيدٌ" فقيل له : أفلا نحوّلها؟ فقال : لا ينبغي أن يهاج القرآن ولا يحوَّل.
فقد اختار هذه القراءة ولم ير إثباتها في المصحف لمخالفة ما رَسْمه مجمَع عليه.
قاله القشيري.
وأسنده أبو بكر الأنباري قال : حدثني أبي قال حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الحسن بن سعد عن قيس بن عُبَاد قال : قرأت عند عليّ أو قُرِئت عند عليّ شَك مجالد ﴿ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ﴾ فقال عليّ رضي الله عنه : ما بال الطلح؟ أما تقرأ "وَطَلْع" ثم قال :﴿ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ﴾ [ ق : ١٠ ] فقال له : يا أمير المؤمنين أنحكّها من المصحف؟ فقال : لا لايهاج القرآن اليوم.
قال أبو بكر : ومعنى هذا أنه رجع إلى ما في المصحف وعلم أنه هو الصواب، وأبطل الذي كان فرط من قوله.
والمنضود المتراكب الذي قد نُضدَ أوّله وآخره بالحمل، ليست له سُوقٌ بارزة بل هو مرصوص، والنَّضْد هو الرصّ والمنضَّد المرصوص، قال النابغة :
خَلَّتْ سَبِيل أَتِيٍّ كان يَحْبِسُهُ...
ورَفَّعَتْهُ إِلى السِّجْفَيْنِ فالنضَدِ
وقال مسروق : أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها نضيدة ثمر كلّه، كلّما أكل ثمرة عاد مكانها أحسنُ منها.