إذا علم هذا فنقول لما قال :﴿فأصحاب الميمنة﴾ كان كأنه يريد أن يأتي بالخبر فسكت عنه ثم قال في نفسه : إن السكوت قد يوهم أنه لظهور حال الخبر كما يسكت على زيد في جواب من جاء فقال :﴿مَا أصحاب الميمنة﴾ ممتحناً زاعماً أنه لا يفهم ليكون ذلك دليلاً على أن سكوته على المبتدأ لم يكن لظهور الأمر بل لخفائه وغرابته، وهذا وجه بليغ، وفيه وجه ظاهر وهو أن يقال : معناه أنه جملة واحدة استفهامية كأنه قال : وأصحاب الميمنة ما هم ؟ على سبيل الاستفهام غير أنه أقام المظهر مقام المضمر وقال :﴿فأصحاب الميمنة مَا أصحاب الميمنة﴾ والإتيان بالمظهر إشارة إلى تعظيم أمرهم حيث ذكرهم ظاهراً مرتين وكذلك القول في قوله تعالى :﴿وأصحاب المشئمة مَا أصحاب المشئمة﴾ وكذلك في قوله :﴿الحاقة * مَا الحاقة﴾ [ الحاقة : ١، ٢ ] وفي قوله :﴿القارعة * مَا القارعة﴾ [ القارعة : ١، ٢ ].
المسألة السابعة :


الصفحة التالية
Icon