اليمين في أكثر الأمر توصف بالمغلظة، والعظم يقال : في المقسم حلف فلان بالأيمان العظام، ثم تقول في حقه يمين مغلظة لأن آثامها كبيرة.
وأما في حق الله عز وجل فبالعظيم وذلك هو المناسب، لأن معناه هو الذي قرب قوله من كل قلب وملأ الصدر بالرعب لما بينا أن معنى العظيم فيه ذلك، كما أن الجسم العظيم هو الذي قرب من أشياء عظيمة وملأ أماكن كثيرة من العظم، كذلك العظيم الذي ليس بجسم قرب من أمور كثيرة، وملأ صدوراً كثيرة.
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧)
وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
الضمير في قوله تعالى :﴿إِنَّهُ﴾ عائد إلى ماذا ؟ فنقول : فيه وجهان أحدهما : إلى معلوم وهو الكلام الذي أنزل على محمد ﷺ، وكان معروفاً عند الكل، وكان الكفار يقولون : إنه شعر وإنه سحر، فقال تعالى رداً عليهم :﴿إِنَّهُ لَقُرْءانٌ﴾ عائد إلى مذكور وهو جميع ما سبق في سورة الواقعة من التوحيد، والحشر، والدلائل المذكورة عليهما، والقسم الذي قال فيه :﴿وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ﴾ [ الواقعة : ٧٦ ] وذلك لأنهم قالوا : هذا كله كلام محمد ومخترع من عنده، فقال :﴿إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ * فِى كتاب مَّكْنُونٍ ﴾.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon