وأبي عبد الله على آبائهما وعليهما السلام المراد مواقعها عند الانقضاض إثر المسترقين السمع من الشياطين، وقد مرّ لك تحقيق أمر هذا الانقضاض فلا تغفل، وقيل : مواقع النجوم هي الأنواء التي يزعم الجاهلية أنهم يمطرون بها، ولعله مأخوذ من بعض الآثار الواردة في سبب النزول وسنذكره إن شاء الله تعالى وليس نصاً في إرادة الأنواء بل يجوز عليه أن يراد المغارب مطلقاً.
وأخرج عبد الرزاق.
وابن جرير عن قتادة أنها منازلها ومجاريها على أن الوقوع النزول كما يقال : على الخبير سقطت وهو شائع والتخصيص لأن له تعالى في ذلك من الدليل على عظيم قدرته وكمال حكمته ما لا يحيط به نطاق البيان، وقال جماعة منهم ابن عباس : النجوم نجوم القرآن ومواقعها أوقات نزولها.
وأخرج النسائي.
وابن جرير.
والحاكم وصححه.
والبيهقي في "الشعب" عنه أن قال :" أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين " وفي لفظ " ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوماً ثم قرأ فلا أقسم بمواقع النجوم " وأيد هذا القول بأن الضمير في قوله تعالى بعد :﴿ إِنَّهُ لَقُرْءانٌ ﴾ يعود حينئذٍ على ما يفهم من مواقع النجوم حتى يكاد يعدّ كالمذكور صريحاً ولا يحتاج إلى أن يقال يفسره السياق كما في سائر الأقوال، ووجه التخصيص أظهر من أن يخفى، ولعل الكلام عليه من باب
: وثناياك إنها إغريض...
وقرأ ابن عباس.
وأهل المدينة.
وحمزة.
والكسائي ﴿ بمواقع ﴾ مفرداً مراداً به الجمع.
﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ مشتمل على اعتراض في ضمن آخر فقوله تعالى :﴿ أَنَّهُ لَقَسَمٌ ﴾ ﴿ عظِيمٌ ﴾ معترض بين القسم والمقسم عليه وهو قوله سبحانه :


الصفحة التالية
Icon