وقال الآلوسى :
﴿ قُلْ ﴾ رداً لإنكارهم وتحقيقاً للحق ﴿ إِنَّ الأولين والآخرين ﴾ من الأمم الذين من جملتهم أنتم وآباؤكم، وتقديم الأولين للمبالغة في الرد حيث كان إنكارهم لبعث آبائهم أشد من إنكارهم لبعثهم مع مراعاة الترتيب الوجودي.
﴿ لَمَجْمُوعُونَ ﴾ بعد البعث، وقرىء ﴿ لمجمعون ﴾ ﴿ لَمَجْمُوعُونَ إلى ميقات يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾ وهو يوم القيامة ومعنى كونه معلوماً كونه معيناً عند الله عز وجل، والميقات ما وقت به الشيء أي حد، ومنه مواقيت الإحرام وهي الحدود التي لا يتجاوزها من يريد دخول مكة إلا محرماً، وإضافته ﴿ إلى يَوْمِ ﴾ بيانية كما في خاتم فضة، وكون يوم القيامة ميقاتاً لأنه وقتت به الدنيا، و﴿ إلى ﴾ للغاية والانتهاء، وقيل : والمعنى ﴿ لَمَجْمُوعُونَ ﴾ منتهين إلى ذلك اليوم، وقيل : ضمن معنى السوق فلذا تعدى بها.
﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضالون ﴾ عطف على ﴿ إِنَّ الاولين ﴾ [ الواقعة : ٤٩ ] داخل في حيز القول، و﴿ ثُمَّ ﴾ للتراخي الزماني أو الرتبي ﴿ المكذبون ﴾ بالبعث، أو بما يعمه وغيره ويدخل هو دخولاً أولياً للسياق على ما قيل، والخطاب لأهل مكة وأضرابهم.
﴿ لآكِلُونَ ﴾ بعد البعث والجمع ودخولهم جهنم ﴿ مِن شَجَرٍ مّن زَقُّومٍ ﴾ ﴿ مِنْ ﴾ الأولى لابتداء الغاية والثانية لبيان الشجر وتفسيره أي مبتدءون للأكل من شجر هو زقوم، وجوز كون الأولى تبعيضية و﴿ مِنْ ﴾ الثانية على حالها، وجوز كون ﴿ مّن زَقُّومٍ ﴾ بدلاً من قوله تعالى :﴿ مِن شَجَرٍ ﴾ فمن تحتمل الوجهين، وقيل : الأولى زائدة، وقرأ عبد الله من شجرة فوجه التأنيث ظاهر في قوله تعالى :