كذا قال قتادة، وغيره : وقال الكلبي : المطهرون من الشرك.
وقال الربيع بن أنس : المطهرون من الذنوب والخطايا.
وقال محمد بن الفضل وغيره : معنى ﴿ لاَّ يَمَسُّهُ ﴾ : لا يقرؤه إلاّ المطهرون، أي : إلاّ الموحدون.
وقال الفراء : لا يجد نفعه وبركته إلاّ المطهرون، أي : المؤمنون.
وقال الحسين بن الفضل : لا يعرف تفسيره وتأويله إلاّ من طهره الله من الشرك والنفاق.
وقد ذهب الجمهور إلى منع المحدث من مسّ المصحف، وبه قال عليّ، وابن مسعود، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وعطاء، والزهري، والنخعي، والحكم، وحماد وجماعة من الفقهاء منهم مالك، والشافعي.
وروي عن ابن عباس، والشعبي، وجماعة منهم أبو حنيفة، أنه يجوز للمحدث مسه، وقد أوضحنا ما هو الحق في هذا في شرحنا للمنتقي، فليرجع إليه.
قرأ الجمهور :﴿ المطهرون ﴾ بتخفيف الطاء وتشديد الهاء مفتوحة اسم مفعول.
وقرأ سلمان الفارسي بكسر الهاء على أنه اسم فاعل، أي : المطهرون أنفسهم.
وقرأ نافع، وابن عمر في رواية عنهما، عيسى بن عمر بسكون الطاء وفتح الهاء خفيفة، اسم مفعول من أطهر، وقرأ الحسن، وزيد بن عليّ، وعبد الله بن عوف بتشديد الطاء وكسر الهاء، وأصله المتطهرون ﴿ تَنزِيلٌ مّن رَّبّ العالمين ﴾ قرأ الجمهور بالرفع، وقرىء بالنصب، فالرفع على أنه صفة أخرى لقرآن، أو خبر مبتدأ محذوف، والنصب على الحال.
﴿ أفبهذا الحديث أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ ﴾ الإشارة إلى القرآن المنعوت بالنعوت السابقة، والمدهن والمداهن : المنافق.
كذا قال الزجاج وغيره.
وقال عطاء وغيره : هو الكذاب.
وقال مقاتل بن سليمان، وقتادة : مدهنون : كافرون، كما في قوله :﴿ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [ القلم : ٩ ] وقال الضحاك : مدهنون.
معرضون، وقال مجاهد : ممالئون للكفار على الكفر، وقال أبو كيسان : المدهن : الذي لا يعقل حق الله عليه، ويدفعه بالعلل.