كلى ما فات منها فلا اعتداد به. إن الناس فى عصرنا يذهلون عن الآخرة، والحضارة الغالبة تجهل بها وتصد عنها، والأديان السماوية فاشلة فى إدارة المعركة تحسب أن الفشل فى الأرض طريق النجاح
فالسماء. ولا أدرى كيف يصح ذلك فى دين يبنى الإيمان بالله على التأمل فى الكون ودراسة قوانينه؟ انعقد أخيرا مؤتمرا للمياه فى دول الخليج حضرته دولة إسرائيل (؟!) لماذا؟ لأن الدولة اليهودية تملك الخبرة! أما نحن فخبرتنا محدودة... يظهر أننا خبراء فى حب المال والجاه وحسب! وسورة الحديد تنبه إلى أن المسلمين شركاء فى سباق عالمى محموم لا ينجح فيه إلا من استعد له وتهيأ لمراحله وقدر الفروق بين خطواته وخطوات خصومه.. " سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله.. ". ما هذا السباق؟ إن أهل الإيمان يعرضون ما لديهم وينصرونه، وأهل الكفر يعرضون ما لديهم وينصرونه. هكذا شاء الله أن تدور رحى النشاط فى الأرض " ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض... ".. والناظر الآن إلى الأطراف المتخاصمة يرى عجبا. فعلى سطح الماء من المحيط الشمالى إلى المحيط الجنوبى، لا ترى بارجة عليها علم التوحيد على حين ترى البوارج والطائرات والغواصات تخدم كل ملة وتنصر كل حزب. يقول الله تعالى. " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز". خلق الله الحديد ذا خصائص عظيمة فى صناعات الحرب والسلام معا، فهل درسنا هذه الخصائص وانتفعنا بها فى نشاطنا المدنى والعسكرى؟ وأرينا الله من نشاطنا ما يرضيه؟ إن أمتنا الإسلامية عالة على غيرها فى ذلك الميدان، فلما أردنا أن نصنع شيئا اتجهنا إلى صناعة أسياخ نسلح بها المبانى لا إلى صناعة أسلحة نحمى بها الحق ونصون العقائد!! إن تعلقنا بمتاع الدنيا