العزيز : أي الذي لا ينازعه فى ملكه شىء، الحكيم : أي الذي يفعل أفعاله وفق الحكمة والصواب، يحيى ويميت : أي يحيى النطف فيجعلها أشخاصا عقلاء فاهمين ناطقين، ويميت الأحياء، وهو على كل من الإحياء والإماتة قدير، وهو الأول : أي السابق على سائر الموجودات، والآخر : أي الباقي بعد فنائها، والظاهر والباطن : أي وهو الذي ظهرت دلائل وجوده وتكاثرت، وخفيت عنا ذاته فلم ترها العيون، فهو ظاهر بآثاره وأفعاله، وباطن بذاته، ومشرق بجماله وكماله، وهو ظاهر بغلبته على مخلوقاته وتسخيرها لإرادته وباطن بعلمه بما خفى منها، فلا تخفى عليه خافية، والمراد بستة الأيام ستة الأطوار، كما تقدم ذلك فى سورة الأعراف، والاستواء على العرش تقدم تفسيره فى سورتى يونس وهود، يلج فى الأرض : أي يدخل فيها من كنوز ومعادن وبذور، وما يخرج منها : كالزرع والمعادن لمنفعة الناس، وما ينزل من السماء : كالمطر والملائكة ونحوهما، وما يعرج فيها : كالأبخرة المتصاعدة والأعمال والدعوات، يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل تقدم تفسير هذا فيما تقدم، ذات الصدور : أي مكنونات النفوس وخفيات السرائر
مستخلفين فيه : أي جعلكم سبحانه خلفاء عنه فى التصرف من غير أن تملكوه أخذ الميثاق : نصب الأدلة فى الأنفس والآفاق والتمكين من النظر فيها، والآيات البينات : هى القرآن، والفتح : هو فتح مكة، والحسنى : أي المثوبة الحسنى، وهى النصر والغنيمة فى الدنيا، والجنة فى الآخرة، يقرض اللّه : أي ينفق ماله فى سبيله رجاء ثوابه.
المراد بالنور هنا : ما يوجب نجاتهم وهدايتهم إلى الجنة من علم وعمل، بشراكم :