زينة الدّنيا وزخارفها وحب المال والجاه والرّياسة، واستحلوا لحوم الخنازير والخمرة، وقد ذمّ سيدنا عيسى عليه السّلام الخنزير بقوله تجعلون الدّراري في أعناق الخنازير وقال لا أشرب بنت الكرم بعد اليوم.
وكان عيسى عليه السّلام لا يشربها أبدا، وكان لا يأتي النّساء مع قدرته ترهبا وهضما لنفسه، وهو أول من سن المعمودية راجع الآية ٧ فما بعدها من سورة مريم ج ٢ تقف على مزاياه عليه السّلام، وقال عيسى عليه السّلام : من نظر إلى امرأة أجنبية يشتهيها فهو يزني، والآن اختلطت نساؤهم برجالهم وتركوا الختان وهو سنة ابراهيم، والغسل من الجنابة وهو من سنن الأنبياء وحرموا الطّلاق وهو ما لم يحرمه افقهم لما يحبه ويرضاه من الأعمال.
روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد، والعبد المملوك الذي أدى حق مواليه وحق اللّه، ورجل كانت عنده أمة يطأها فأدبها وأحسن تأديبها وعلمها وأحسن
تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران.
ولما سمع أهل الكتاب هذه الآية قالوا للمسلمين من آمن بكتابكم فله أجران ومن لم يؤمن فله أجر واحد مثلكم فما فضلكم علينا ؟
حينئذ أنزل اللّه تعالى "لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ" أي على تخصيص شيء من فضل اللّه ان لم يؤمنوا بمحمد، لأن لهم جرين إذا آمنوا وإلّا فلا أجر لهم البتة "وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (٢٩) الذي لا أعظم منه.


الصفحة التالية
Icon