" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. سبح... الحديد )
السّورة مدنية، وقيل : مكِّيّة.
وآياتها تسع وعشرون فى عدّ الكوفة والبصرة، وثمان فى عدّ الباقين.
وكلماتها خمسمائة وأَربع وأَربعون.
وحروفها أَلفان وأَربعمائة وستّ وسبعون.
المختلف فيها آيتان :﴿مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾ و ﴿الإِنجِيلَ﴾ مجموع فواصل آياتها (من بزَّ ردّ) على الزاءِ ﴿إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ وعلى الدّال ﴿هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ سمّيت سورة الحديد لقوله تعالى فيها :﴿وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾.
معظم مقصود السّورة : الإِشارة [إِلى] تسبيح جملة المخلوقين والمخلوقات فى الأَرض والسّموات، وتنزيهُ الحقّ تعالى فى الذَّات والصفات، وأَمر المؤمنين بإِنفاق النفقات والصّدقات، وذكر حيرة المنافقين فى صحراءِ العَرَصَات وبيان خِسّة الدّنيا وعزّ الجَنَّات، وتسلية الخَلْق عند هجوم النكبات والمصيبات، فى قوله :﴿وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ﴾ بهذه الآيات.
والسّورة محكمة : ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
المتشابهات :
قوله تعالى :﴿سَبَّحَ للَّهِ﴾ وكذلك فى الحَشْر، والصَّفِّ، ثمّ ﴿يُسَبِّحُ﴾ فى الجمعة والتَّغابن.
هذه كلمة استأْثرت الله بها، فبدأَ بالمصدر فى بن إِسرائيل ؛ لأَنه الأَصل، ثمّ بالماضى ؛ لأَنَّه أَسبق الزَّمانين، ثمَّ بالمستقبل، ثم بالأَمر فى سورة الأَعلى ؛ استيعاباً لهذه الكلمة مِن جميع جهاتها.
وهى أَربع : المصدر، والماضى، والمستقبل، والأَمر للمخاطب.
قوله :﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ وفى السّور الخمس ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾ إِعادة (ما) هو الأَصل.
وخُصّت هذه السّورة بالحذف ؛ موافقة لما بعدها.
وهو ﴿خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ وبعدها ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾، لأَنَّ التَّقدير فى هذه السّورة : سبَح لله خَلْق السموات والأَرض.


الصفحة التالية
Icon