﴿ ينادونهم ﴾ استئنافٌ مبنيٌّ على السؤالِ كأنَّه قيلَ فماذَا يفعلونَ بعد ضربِ السُّورِ ومشاهدةِ العذابِ فقيلَ يُنادونَهم ﴿ أَلَمْ نَكُن ﴾ في الدُّنيا ﴿ مَّعَكُمْ ﴾ يريدونَ به موافقتَهم لهُم في الظَّاهرِ ﴿ قَالُواْ بلى ﴾ كنتُم معنَا بحسبِ الظاهرِ ﴿ ولكنكم فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ ﴾ محنتمُوها بالنفاقِ وأهلكتمُوها ﴿ وَتَرَبَّصْتُمْ ﴾ بالمؤمنينَ الدوائرَ ﴿ وارتبتم ﴾ في أمرِ الدِّينِ ﴿ وَغرَّتْكُمُ الأمانى ﴾ الفارغةُ التي من جُمْلتها الطمعُ في انتكاس أمرِ الإسلامِ ﴿ حتى جَاء أَمْرُ الله ﴾ أي الموتُ ﴿ وَغَرَّكُم بالله ﴾ الكريمِ ﴿ الغرور ﴾ أي غرَّكُم الشيطانُ بأنَّ الله عفوٌّ كريمٌ لا يُعذبكم. وقُرِىءَ الغُرورُ بالضمِّ ﴿ فاليوم لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ ﴾ فداءٌ وقُرىءَ تُؤخذُ بالتاءِ ﴿ وَلاَ مِنَ الذين كَفَرُواْ ﴾ أي ظاهراً وباطناً ﴿ مِنَ النار ﴾ لا تبرحُونَها أبداً ﴿ هِىَ مولاكم ﴾ أي أَوْلَى بكُم وحقيقتُه مكانُكُم الذي يُقالُ فيهِ هو أَوْلى بكُم كما يقالُ هو مِئْنةُ الكرمِ أي مكانٌ لقولِ القائلِ إنَّه لكريمٌ أو مكانُكم عن قريبٍ من الولِي وهو القُربُ أو ناصركُم على طريقةِ قولِه :
تحيَّةُ بينِهم ضَربٌ وَجِيْعُ... أو متوليكُم تتولاَّ كم كَما توليتُم موجباتِها ﴿ وَبِئْسَ المصير ﴾ أي النَّارُ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon