احتج القائلون بأن الأمر يفيد الفور بهذه الآية، فقالوا : هذه الآية دلت على وجوب المسارعة، فوجب أن يكون التراخي محظوراً، أما قوله تعالى :﴿وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السماء والأرض﴾ وقال : في آل عمران ﴿وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السموات والأرض﴾ [ آل عمران : ١٣٣ ]، فذكروا فيه وجوهاً أحدها : أن السموات السبع والأرضين السبع لو جعلت صفائح وألزق بعضها ببعض لكانت الجنة في عرضها، هذا قول مقاتل وثانيها : قال : عطاء ( عن ) ابن عباس يريد أن لكل واحد من المطيعين جنة بهذه الصفة، وثالثها : قال السدي : إن الله تعالى شبه عرض الجنة بعرض السموات السبع والأرضين السبع، ولا شك أن طولها أزيد من عرضها، فذكر العرض تنبيهاً على أن طولها أضعاف ذلك، ورابعها : أن هذا تمثيل للعبادة بما يعقلونه ويقع في نفوسهم وأفكارهم، وأكثر ما يقع في نفوسهم مقدار السموات والأرض وهذا قول الزجاج، وخامسها : وهو اختيار ابن عباس أن الجنان أربعة، قال تعالى :﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ﴾ [ الرحمن : ٤٦ ] وقال :﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ [ الرحمن : ٦٢ ] فالمراد ههنا تشبيه واحدة من تلك الجنان في العرض بالسموات السبع والأرضين السبع.
ثم قال تعالى :﴿أعدت للذين آمنوا بالله ورسله﴾ وفيه مسائل :
المسألة الأولى :


الصفحة التالية
Icon