ذكروا في : إنزال الميزان وإنزال الحديد، قولين : الأول : أن الله تعالى أنزلهما من السماء، روي أن جبريل عليه السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح، وقال : مر قومك يزنوا به، وعن ابن عباس نزل آدم من الجنة ومعه خمسة أشياء من الحديد السندان والكلبتان والمقمعة والمطرقة والإبرة، والمقعمة ما يحدد به، ويدل على صحة هذا ما روى ابن عمر أنه عليه الصلاة والسلام قال :" إن الله تعالى أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض : أنزل الحديد والنار والماء والملح " والقول الثاني : أن معنى هذا الإنزال الإنشاء والتهيئة، كقوله تعالى :﴿وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ الأنعام ثمانية أزواج﴾ [ لزمر : ٦ ] قال قطرب :﴿أنزلناها﴾ [ النور : ١ ] أي هيأناها من النزل، يقال : أنزل الأمير على فلان نزلاً حسناً، ومنهم من قال هذا من جنس قوله : علفتها تبناً وماء بارداً، وأكلت خبزاً ولبناً.
المسألة الثالثة :