واختلف المتأولون في لفظة ﴿ الكفار ﴾ هنا، فقال بعض أهل التأويل : هو من الكفر بالله، وذلك لأنهم أشد تعظيماً للدنيا وأشد إعجاباً بمحاسنها. وقال آخرون منهم : هو من كفر الحب، أي ستره في الأرض، فهم الزراع وخصهم بالذكر، لأنهم أهل البصر بالنبات والفلاحة فلا يعجبهم إلا المعجب حقيقة، الذي لا عيب له.
وهاج الزرع : معناه : يبس واصفر، وحطام : بناء مبالغة، يقال حطيم وحطام بمعنى محطوم، أو متحطم، كعجيب وعجاب، بمعنى معجب ومتعجب منه. ثم قال تعالى :﴿ وفي الآخرة ﴾ كأنه قال : والحقيقة هاهنا، ثم ذكر العذاب أولاً تهمماً به من حيث الحذر في الإنسان ينبغي أن يكون أولاً، فإذا تحرر من المخاوف مد حينئذ أمله. فذكر الله تعالى ما يحذر قبل ما يطمع فيه وهو المغفرة والرضوان. وروي عن عاصم : ضم الراء من :" رُضوان ". و: ﴿ متاع الغرور ﴾ معناه : الشيء الذي لا يعظم الاستمتاع به إلا مغتر. وقال عكرمة وغيره :﴿ متاع الغرور ﴾ القوارير، لأن الفساد والآفات تسرع إليها، فالدنيا كذلك أو هي أشد. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾