قال صاحب الكشاف قرىء :( لكي يعلم )، و ( لكيلا يعلم )، و ( ليعلم )، و ( لأن يعلم )، بأدغام النون في الياء، وحكى ابن جني في "المحتسب" عن قطرب : أنه روي عن الحسن :( ليلا )، بكسر اللام وسكون الياء، وحكى ابن مجاهد عنه ليلاً بفتح اللام وجزم الياء من غير همز، قال ابن جني : وما ذكر قطرب أقرب، وذلك لأن الهمزة إذا حذفت بقي للا فيجب إدغام النون في اللام فيصير للا فتجتمع اللامات فتجعل الوسطى لسكونها وانكسار ما قبلها ياء فيصير ليلاً، وأما رواية ابن مجاهد عنه، فالوجه فيه أن لام الجر إذا أضفته إلى المضمر فتحته تقول له : فمنهم من قاس المظهر عليه، حكى أبو عبيدة أن بعضهم قرأ :
﴿وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجبال﴾ [ إبراهيم : ٤٦ ].
وأما قوله تعالى :﴿وَأَنَّ الفضل بِيَدِ الله﴾ أي في ملكه وتصرفه واليد مثل ﴿يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء﴾ لأنه قارد مختار يفعل بحسب الاختيار ﴿والله ذُو الفضل العظيم﴾ والعظيم لا بد وأن يكون إحسانه عظيماً، والمراد تعظيم حال محمد ﷺ في نبوته وشرعه وكتابه، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب،
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٩ صـ ٢١٥ ـ ٢١٦﴾