فكانت هذه الأنواع العشرة التي هي ثوابها أمثالها فيكون لكل نوع منها مِثْل.
وهذا تأويل فاسد، لخروجه عن عموم الظاهر، في قوله تعالى :﴿ مَن جَآءَ بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ بما لا يحتمله تخصيص العموم، لأن ما جمع عشر حسنات فليس يُجزَى عن كل حسنة إلا بمثلها.
وبطل أن يكون جزاء الحسنة عشر أمثالها والأخبار دالة عليه.
وقد تقدم ذكرها.
ولو كان كما ذكر لما كان بين الحسنة والسيئة فرق.
﴿ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً ﴾ أي بياناً وهدًى، عن مجاهد.
وقال ابن عباس : هو القرآن.
وقيل : ضياء ﴿ تَمْشُونَ بِهِ ﴾ في الآخرة على الصراط، وفي القيامة إلى الجنة.
وقيل تمشون به في الناس تدعونهم إلى الإسلام فتكونون رؤساء في دين الإسلام لا تزول عنكم رياسة كنتم فيها.
وذلك أنهم خافوا أن تزول رياستهم لو آمنوا بمحمد عليه السلام.
وإنما كان يفوتهم أخذ رشوة يسيرة من الضعفة بتحريف أحكام الله، لا الرياسة الحقيقية في الدين.
﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ ذنوبكم ﴿ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.
قوله تعالى :﴿ لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكتاب ﴾ أي ليعلم، و"أن لا" صلة زائدة مؤكدة ؛ قاله الأخفش.
وقال الفراء : معناه لأن يعلم و"لا" صلة زائدة في كل كلام دخل عليه جَحْد.
قال قتادة : حسد أهل الكتاب المسلمين فنزلت :﴿ لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكتاب ﴾ أي لأن يعلم أهل الكتاب أنهم ﴿ أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شَيْءٍ مِّن فَضْلِ الله وَأَنَّ الفضل بِيَدِ الله ﴾.
وقال مجاهد : قالت اليهود يوشك أن يخرج منا نبيّ يقطع الأيدي والأرجل.
فلما خرج من العرب كفروا فنزلت :﴿ لِّئَلاَّ يَعْلَمَ ﴾ أي ليعلم أهل الكتاب "أَنْ لاَ يَقْدِرُونَ" أي أنهم لا يقدرون ؛ كقوله تعالى :﴿ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً ﴾ [ طه : ٨٩ ].
وعن الحسن :"لَيْلاَ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ" وروي ذلك عن ابن مجاهد.
وروى قُطْرُب بكسر اللام وإسكان الياء.