وفتح لام الجر لغة معروفة.
ووجه إسكان الياء أنّ همزة "أَنْ" حذفت فصارت "لَنْ" فأدغمت النون في اللام فصار "لِلاَّ" فلما اجتمعت اللامات أبدلت الوسطى منها ياء ؛ كما قالوا في أَمّا : أَيْمَا.
وكذلك القول في قراءة من قرأ "لِيْلاَ" بكسر اللام إلا أنه أبقى اللام على اللغة المشهورة فيها فهو أقوى من هذه الجهة.
وعن ابن مسعود "لِكَيْلاَ يَعْلَمَ" وعن حِطّان بن عبد الله "لأَنْ يَعْلَمَ".
وعن عِكرمة "لِيَعْلَمَ" وهو خلاف المرسوم.
"مِنْ فَضْلِ اللَّهِ" قيل : الإسلام.
وقيل : الثواب.
وقال الكلبي : من رزق الله.
وقيل : نعم الله التي لا تحصى.
﴿ وَأَنَّ الفضل بِيَدِ الله ﴾ ليس بأيديهم فيصرفون النبوّة عن محمد ﷺ إلى من يحبون.
وقيل :﴿ وَأَنَّ الفضل بِيَدِ الله ﴾ أي هو له ﴿ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ﴾.
وفي البخاري : حدثنا الحكم بن نافع، قال حدثنا شعيب عن الزهري، قال أخبرني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول وهو قائم على المنبر :" إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أعطى أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطاً قيراطاً ثم أعطى أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا به حتى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطاً قيراطاً ثم أعطيتم القرآن فعملتم به حتى الشمس فأعطيتم قيراطين قيراطين قال أهل التوراة ربنا هؤلاءِ أقل عملاً وأكثر أجراً قال : هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا لا فقال فذلك فضلي أوتيه من أشاء " في رواية :" فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ربنا " الحديث ﴿ والله ذُو الفضل العظيم ﴾.
( تم تفسير سورة "الحديد" والحمد لله ). أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٧ صـ ﴾