قرأ الجمهور ﴿ الإنجيل ﴾ بكسر الهمزة، وقرأ الحسن بفتحها ﴿ وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الذين اتبعوه رَأْفَةً وَرَحْمَةً ﴾ الذين اتبعوه هم الحواريون جعل الله في قلوبهم مودّة لبعضهم البعض، ورحمة يتراحمون بها، بخلاف اليهود، فإنهم ليسوا كذلك، وأصل الرأفة : اللين، والرحمة : الشفقة، وقيل : الرأفة : أشدّ الرحمة ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابتدعوها ﴾ انتصاب ﴿ رهبانية ﴾ على الاشتغال، أي : وابتدعوا رهبانية ابتدعوها، وليس بمعطوفة على ما قبلها، وقيل : معطوفة على ما قبلها، أي : وجعلنا في قلوبهم رأفة ورحمة، ورهبانية مبتدعة من عند أنفسهم.
والأوّل أولى، ورجحه أبو علي الفارسي وغيره، وجملة :﴿ مَا كتبناها عَلَيْهِمْ ﴾ صفة ثانية لرهبانية، أو مستأنفة مقرّرة ؛ لكونها مبتدعة من جهة أنفسهم، والمعنى : ما فرضناها عليهم، والرهبانية بفتح الراء وضمها، وقد قرىء بهما، وهي بالفتح : الخوف من الرهب، وبالضم منسوبة إلى الرهبان، وذلك لأنهم غلوا في العبادة، وحملوا على أنفسهم المشقات في الامتناع من المطعم والمشرب والمنكح، وتعلقوا بالكهوف والصوامع ؛ لأن ملوكهم غيروا وبدلوا، وبقي منهم نفر قليل، فترهبوا وتبتلوا، ذكر معناه الضحاك، وقتادة، وغيرهما ﴿ إِلاَّ ابتغاء رضوان الله ﴾ الاستثناء منقطع، أي : ما كتبناها نحن عليهم رأساً، ولكن ابتدعوها ابتغاء رضوان الله.