وقوله :﴿ولا يكلمهم الله﴾ نفي للكلام والمراد به لازم معناه وهو الكناية عن الغضب، فالمراد نفي كلام التكريم، فلا ينافي قوله تعالى :﴿فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون﴾ [الحجر : ٩٣].
وقوله :﴿ولا يزكيهم﴾ أي لا يُثني عليهم في ذلك المجمع، وذلك إشعار لهم بأنهم صائرون إلى العذاب ؛ لأنه إذا نفيت التزكية أعقبها الذم والتوبيخ، فهو كناية عن ذمهم في ذلك الجمع إذ ليس يومئذٍ سكوت. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢ صـ ١٢١ ـ ١٢٢﴾
فائدة
قال الفخر :
اعلم أن هذه الآية مشتملة على مسائل :
المسألة الأولى : أن علماء الأصول قالوا : العقاب هو المضرة الخالصة المقرونة بالإهانة فقوله :﴿وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ الله وَلاَ يُزَكّيهِمْ﴾ إشارة إلى الإهانة والاستخفاف، وقوله :﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ إشارة إلى المضرة وقدم الإهانة على المضرة تنبيهاً على أن الإهانة أشق وأصعب.
المسألة الثانية : دلت الآية على تحريم الكتمان لكل علم في باب الدين يجب إظهاره.
المسألة الثالثة : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فالآية وإن نزلت في اليهود لكنها عامة في حق كل من كتم شيئاً من باب الدين يجب إظهاره فتصلح لأن يتمسك بها القاطعون بوعيد أصحاب الكبائر والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٥ صـ ٢٥﴾
فائدة
قال فى روح البيان :
اعلم أن فى هذه الآيات وعيدا عظيما لكل من يكتم الحق لغرض فاسد دنيوى فليحذروا أى العلماء أن يكتموا الحق وهم يعلمون وإنما يكتمونه عن الملوك والأمراء والوزراء وأرباب الدنيا


الصفحة التالية
Icon