والمنافقون فتسار بعضهم مع
البعض الآخر فى بشاشة وود - ليحرجوا المؤمنين ويشعروهم بالعزلة " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ". والإسلام ينزل الناس منازلهم وفق الإيمان والعلم. ففى صفوف الصلاة، يقول الرسول: ليلنى منكم أولو الأحلام والنهى. وفى المجالس العامة، يقول الله تعالى " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات". والمسلمون يحبون نبيهم أشد الحب، ولم لا وقد أخرجهم من الظلمات إلى النور، وعرفهم بخالقهم ورازقهم، ووقفهم صفوفا بين يديه يحمدونه ويستهدونه طرفى النهار وزلفا من الليل؟ ثم إن شخصه النبيل جدير بالحب والحفاوة، والكمال البشرى جدير بالحب حيث كان. إلا أن عاطفة الالتفاف حول الرسول والجلوس معه لابد من تنظيمها حتى تستقيم شئون الدنيا والدين وحتى يجد وقتا يخلص فيه إلى نفسه وأهله!! ولذلك نزلت الآية " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم ". فإذا صعب ذلك على مؤمن، فأفعال الخير أمامه كثيرة يستطيع بها إرضاء ربه، وهى أولى به من إيثار الحديث مع الرسول! قد يكون فى الحديث مع العظماء لذة، بيد أن نصرة رسالتهم أهم! "أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة... ". وفى مجتمع يختلط فيه المؤمنون والمشركون والكتابيون وتشتبك فيه المصالح المادية والأدبية تمتحن المبادئ امتحانا قاسيا، وقد يقدم الرجل قرابته أو تجارته على مذهبه أو رأيه! وذاك ما جعل الشاعر يقول قديما لواحد من هؤلاء المتلونين. فإما أن تكون أخى بصدق فأعرف منك غثى من سمينى! وإما فاطرحنى واتخذنى عدوا أتقيك وتتقينى! والنفاق داء خبيث شديد الخطر. ومن أيسر الأمور على المنافق أن يحلف كاذبا، ولذلك قال تعالى يصف هذا الصنف "