الأمهات فى موضع نصب لما ألقيت منها الباء نصبتَ، كما قال فى سورة يوسف: ﴿مَا هذا بَشراً﴾ إنما كانت فى كلام أهل الحجاز: ما هذا ببشر ؛ فلما ألقيت الباء ترك فيها أثر سقوط الباء وهى فى قراءة عبد الله "ما هن بأمهاتهم"، وأهل نجد إذا ألقوا الباء رفعوا، فقالوا "ما هذا بشر"، "ما هن أمهاتهم".
أنشدنى بعض العرب:
رِكابُ حُسَيلٍ آخرَ الصيفِ بُدَّن * وناقةُ عمرو ما يُحلّ لها رحل
ويزعم حسل أنه فرع قومه * وما أنت فرع يا حسيل ولا أصل
﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾
وقوله: ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ...﴾.
يصلح فيها فى العربية: ثم يعودون إلى ما قالوا، وفيما قالوا. يريد: يرجعون عما قالوا، وقد يجوز فى العربية أن تقول: إن عاد لما فعل، يريد إن فعله مرة أخرى، ويجوز: إن عاد لما فعل: إن نقض ما فعل، وهو كما تقول: حلف ان يضربك فيكون معناه: حلف لا يضربك وحلف ليضربنك.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾
وقوله: ﴿كُبِتُواْ...﴾.
غيظوا وأحزِنُوا يوم الخندق ﴿كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ يريد: من قاتل الأنبياء من قبلهم.
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
وقوله: ﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى...﴾.


الصفحة التالية
Icon