وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة المجادلة
(قد سمع الله) [١] نزلت في خولة بنت ثعلبة بن خويلد وزوجها أوس بن الصامت، قال لها: أنت علي كظهر أمي، وكان الظهار طلاق الجاهلية. (ثم يعودون لما قالوا) [٣] توهم بعض الناس من هذا أن الظهار لا يقع في أول مرة حتى يعود إليه مرة أخرى.
وقد يكون العود في كلام العرب أن يصير إلى [شيء]، وإن لم يكن عليه قبل، ومنه يقال للآخرة: المعاد، وهو في شعر الهذليين شائع، قال ساعدة بن جؤية: ١٢٥٨- حتى يقال وراء الدار منتبذاً قم لا أبالك سار الناس [فاحتزم] ١٢٥٩- فقام يرعد كفاه بميبله قد عاد رهباً [رذياً طائش] القدم/وقال أبو خراش:
١٢٦٠- وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل سوى الحق شيئاً واستراح العواذل ١٢٦١- وأصبح إخوان الصفاء كأنما أهال عليهم جانب الترب هائل. وإذا ثبت هذا فقد قال [عبيد الله بن الحسين]: معنى (ثم يعودون لما قالوا): أي: يعودون إلى المقول، أي: إلى نسائهم. كأن التقدير: والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة لما قالوا، ثم يعودون إلى نسائهم. وصرف هذا التأويل، أن "ما قالوا" بمعنى المصدر، والمصدر بمعنى المفعول، مثل قولهم: هذا ضرب الأمير، ونسج بغداد، أي: مضروبه ومنسوجها. وقد قال كثير في المقالة بمعنى المفعول:
١٢٦٢- وإن ابن ليلى [فاه] لي بمقالة ولو سرت فيها كنت ممن ينيلها. فإن المعنى: ولو سرت في طلبها كنت ممن ينيله إياها، وإنما يطلب ما يعد به الملوك من جوائزها، لا ما تلفظ به. (ذلك لتؤمنوا بالله) [٤] تطيعوه، ولا تذهبوا إلى طلاق الجاهلية. وقيل: تقديره: ذلك لإيمانكم بالله، فيقتضي أن لا يصح ظهار [الذمي]. (كبتوا) [٥] أي: في يوم الأحزاب. (كما كبت الذين من قبلهم)


الصفحة التالية
Icon