قلت : والذي بعثك بالحق ما أملك غيرها - وضربت صفحة رقبتي، قال : فصم شهرين متتابعين، قلت : وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام، قال : فاطعم وسقاً من تمر بين ستين مسكيناً، قال : والذي بعثك بالحق، لقد بتنا وحشين ما لنا طعام، قال : فانطلق إلى صاحب صدقة بني زريق فليدفعها إليك فأطعم ستين مسكيناً وسقاً من تمر وكل أنت وعيالك بقيتها " فرجعت إلى قومي فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي، ووجدت عند النبي ـ ﷺ ـ السعة وحسن الرأي، وفي رواية : والبركة وقد أمرني - أو أمر لي - بصدقتكم، وفي رواية : فادفعوها إليّ، فدفعوها إليّ ).
وأعله عبد الحق بالانقطاع، وأن سليمان لم يدرك سلمة، حكى ذلك الترمذي عن البخاري، وقال الترمذي : إن سلمة بن صخر يقال له سلمان أيضاً، ورواه الإمام أحمد أيضاً من طريق أخرى قال " حدثنا عبد الله بن إدريس - هو الأودي - عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر البياضي ـ رضى الله عنه ـ قال : كنت أمرأ أصيب من النساء ما لا يصيب غيري، فلما دخل شهر رمضان خفت فتظاهرت من امرأتي في الشهر فبينا هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء فلم ألبث أن وقعت عليها، فأتيت رسول الله ـ ﷺ ـ فأخبرته فقال " حرر رقبة، فقلت : والذي بعثك بالحق، ما أملك غير رقبتي، قال : صم شهرين متتابعين، قلت : وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام؟ قال : فأطعم ستين مسكيناً " وهذا سند حسن متصل إن شاء الله إن سلم من تدليس ابن إسحاق، وروى الحاكم والبيهقي من طريق محمد بن عبد الرحمن بن إسحاق، وروى الحاكم والبيهقي من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وأبي سلمة بن عبد الرحمن


الصفحة التالية
Icon