وقرأ نافع وأهل المدينة :" ليُحزِن " بضم الياء وكسر الزاي، والفعل مسند إلى ﴿ الشيطان ﴾، وقرأ أبو عمرو والحسن وعاصم وغيرهم :" ليَحزُن " بفتح الياء وضم الزاي، تقول حزُنت قلب الرجل : إذا جعلت فيه حزناً، فهو كقولك كحلت العين، وهو ضرب من التعدي، كأن المفعول ظرف. وقد ذكر سيبويه رحمه الله هذا النوع من تعدي الأفعال، وقرأ بعض الناس :" ليَحزَن " بفتح الياء والزاي. و: ﴿ الذين ﴾ على هذه القراءة رفع بإسناد الفعل إليهم، يقال حَزِن الرجل بكسر الزاي.
ثم أخبر تعالى أن الشيطان أو التناجي الذي هو منه ليس بضار أحداً إلا أن يكون ضر بإذن الله أي بأمره وقدره. ثم أمر بتوكل المؤمنين عليه تبارك وتعالى : وهذا كله يقوي أن التناجي الذي من الشيطان إنما هو الذي وقع منه للمؤمنين خوف، وللخوف اللاحق للقلوب في هذا قال رسول الله ﷺ " لا يتناجى اثنان دون الثالث ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾