وقال أبو حيان فى الآيات السابقة :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ﴾
﴿ بين يدي نجواكم ﴾ : استعارة والمعنى : قبل نجواكم.
وعن ابن عباس وقتادة : أن قوماً من المؤمنين وأغفالهم كثرت مناجاتهم للرسول عليه الصلاة والسلام في غير جاحة إلا لتظهر منزلتهم وكان ( ﷺ ) سمحاً لا يرد أحداً فنزلت مشددة عليهم أمر المناجاة.
وهذا الحكم قيل : نسخ قبل العمل به.
وقال قتادة : عمل به ساعة من نهار.
وقال مقاتل : عشرة أيام.
وقال عليّ كرم الله وجهه : ما عمل به أحد غيري أردت المناجاة ولي دينار فصرفته بعشرة دراهم وناجيت عشر مرار أتصدق في كل مرة بدرهم ثم ظهرت مشقة ذلك على الناس فنزلت الرخصة في ترك الصدقة.
وقرىء : صدقات بالجمع.
وقال ابن عباس : هي منسوخة بالآية التي بعدها.
وقيل بآية الزكاة.
﴿ أأشفقتم ﴾ : أخفتم من ذهاب المال في الصدقة أو من العجز عن وجودها تتصدقون به؟ ﴿ فإذ لم تفعلوا ﴾ : ما أمرتم به ﴿ وتاب الله عليكم ﴾ : عذركم ورخص لكم في أن لا تفعلوا فلا تفرطوا في الصلاة والزكاة وأفعال الطاعات.
﴿ الذين تولوا ﴾ : هم المنافقون، والمغضوب عليهم : هم اليهود، عن السدي ومقاتل، " أنه ( ﷺ ) قال لأصحابه : يدخل عليكم رجل قلبه قلب جبار وينظر بعيني شيطان، فدخل عبد الله بن أبي بن سلول، وكان أزرق أسمر قصيراً، خفيف اللحية، فقال عليه الصلاة والسلام : علام تشتمني أنت وأصحابك؟ فحلف بالله ما فعل، فقال عليه الصلاة والسلام له :"فعلت"، فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه "، فنزلت.
والضمير في ﴿ ما هم ﴾ عائد على ﴿ الذين تولوا ﴾، وهم المنافقون : أي ليسوا منكم أيها المؤمنون، ﴿ ولا منهم ﴾ : أي ليسوا من الذين تولوهم، وهم اليهود.


الصفحة التالية
Icon