وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة الحشر
(هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب) [٢] يهود بني النضير، أجلاهم النبي عليه السلام من الحجاز إلى أذرعات، وهي أعلى الشام/بعدما حاصرهم [ثلاثة] وعشرين يوماً. (لأول الحشر) [٢] الخلق يحشرون أول حشرهم بأرذعات من الشام. (يخربون بيوتهم بأيديهم) [٢]
لما يئسوا من المقام، شعثوا منازلهم. وعن الضحاك: أن المؤمنين يخربون حصونهم، وهم يخربون بيوتهم ليسدوا بها الخراب من الحصون. (لعذبهم في الدنيا) [٣] بالسبي والقتل كما فعل ببني قريظة. (من لينة) [٥] نخلة أيها كانت. وقيل: إنها العجوة منها خاصة. وقيل: إنها الفسيل للينها.
وقال الأخفش: [هو] من اللون لا من اللين، فكان أصلها: "لونة"، فقلبت ياء لانكسار ما قبلها. وهذا قول صحيح عجيب، متناول لجميع ألوان النخل، مأخوذ لفظه من معناه، أي: من تلون ينعه من أول ما يبدو إلى أن يدرك، ألا ترى إليها في أول حالها [بيضاء] كأنها صدف مليء دراً نضد بعضه إلى بعض، ثم تصير غبراء، ثم خضراء كأنها قطع زبرجد خلق منها النشؤ، ثم حمراء كأنها قطع يواقيت رص بعضها ببعض، ثم صفراء كأنها شذر عقيان، وكذلك إذا بلغ
الإرطاب [نصفها] سميت مجزعة، لاختلاف لونيها، كأنها الجزع الظفاري. قال امرؤ القيس في تشبيه العيون إذا كانت ذوات ألوان: ١٢٦٥- كأن عيون الوحش حول خبائنا وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب. (أو جفتم عليه) [٦] وجف الفرس وجيفاً، وأوجفته، وهو الإسراع في السير.