تريد رجلا أعجبها هيئته فترك ثديها وقال اللّهم لا تجعلني مثله.
في حديث طويل أخرجه مسلم بتمامه والبخاري مفرقا ولم بعد شاهد يوسف في هذا الحديث لاختلاف العلماء فيه كما بيناه في الآية المذكورة من سورته بصورة مفصلة فراجعها.
قال تعالى "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ" في أداء ما أوجبه عليكم والتجافي عما نهاكم عنه قبل حلول يوم القيامة لأن الدّنيا يوم وغدها الآخرة فتزودوا من الأعمال الصالحة إليه فينبغي للعاقل أن ينظر ما يقدم لغده من أيّام الدّنيا إن كان خيرا زاد منه، وإن كان غير ذلك أقلع عنه، لأن الدّنيا مزرعة الآخرة وإن كل إنسان يحصد ما يزرعه من حلال وحرام فينال خيره وشره، لا يعزب عن علم اللّه منه شيء "إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ" (١٨) في هذه الدّنيا سرا وعلانية وما تدخرونه لآخرتكم "وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ" فلم يذكروه في
الرخاء والسّرّاء "فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ" ولم يوفقهم لعمل الخير ولم ينظر إليهم حال الشّدة والضّراء، قال صلّى اللّه عليه وسلم تعرّفوا إلى اللّه بالرخاء يعرفكم بالشدة "أُولئِكَ" الناسون ربهم "هُمُ الْفاسِقُونَ" (١٩) الخارجون عن طاعته "لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ" الغافلون عن اللّه الجاحدون رسله وكتبه واليوم الآخر "وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ" المصدقون بذلك كله المديمون ذكر اللّه "أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ" (٢٠) برضاء اللّه ونعيم الآخرة والشّرف برؤية ربهم وأصحاب النّار الخاسرون الدّنيا والآخرة المحرومون من نعيم الجنّة المعذبون فيها


الصفحة التالية
Icon