ولما كان كأنه قيل : ما كان خبرهم؟ قال :﴿ذاقوا وبال﴾ أي وخامة وسوء عاقبة ﴿أمرهم﴾ في الدنيا وهو كفرهم وعداوتهم لرسول الله ـ ﷺ ـ وحزبه الذين هم حزب الله، وسماه أمراً لأنه مما ائتمروا فيه ﴿ولهم﴾ أي في الآخرة ﴿عذاب أليم﴾ أي شديد الإيلام، ولما شبه سبحانه أمرهم في طاعتهم لابن أبي ومن معه وهم البعداء المحترقون بسبب إبعاد المؤمنين لهم بإبعاد الله واحتراق أكبادهم لذلك مع ما أعد لهم في الآخرة بأمر بني قينقاع، شبه قصة الكل بقصة الشيطان ومن أطاعه من الإنس والجن، فقال مبيناً لمعنى ما حط عليه آخر الكلام :﴿كمثل﴾ أي مثل الكل الواعدين بالنصر والمغترين بوعدهم مع علمهم بأن الله كتب في الذكر ﴿لأغلبن أنا ورسلي﴾ [ المجالة : ٢١ ] في إخلافهم الوعد وإسلامهم إياهم عند ما حق الأمر يشبه مثل ﴿الشيطان﴾ أي البعيد من كل خير لبعده من الله المحترق بعذابه، والشيطان هنا مثل المنافقين ﴿إذا قال للإنسان﴾ أي كل من فيه نوس واضطراب وهو هنا مثل اليهود :﴿اكفر﴾ أي بالله بما زين له ووسوس إليه من اتباع الشهوات القائم مقام الأمر.


الصفحة التالية
Icon