وقال الآلوسى :
﴿ يا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ اتقوا الله ﴾
في كل ما تأتون وتذرون ﴿ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ أي أيّ شيء قدمت من الأعمال ليوم القيامة عبر عنه بذلك لدنوه دنو الغد من أمسه، أو لأن الدنيا كيوم والآخرة غده يكون فيها أحوال غير الأحوال السابقة، وتنكيره لتفخيمه وتهويله كأنه قيل :﴿ لِغَدٍ ﴾ لا يعرف كنهه لغاية عظمه، وأما تنكير ﴿ نَفْسٌ ﴾ فلاستقلال الأنفس النواظر كأنه قيل : ولتنظر نفس واحدة في ذلك، وفيه حث عظيم على النظر وتعيير بالترك وبأن الغفلة قد عمت الكل فلا أحد خلص منها، ومنه ظهر كما في "الكشف" أن جعله من قبيل قوله تعالى :﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ ﴾ [ التكوير : ١٤ ] غير مطابق للمقام أي فهو كما في الحديث "الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة" لأن الأمر بالنظر وإن عم لكن المؤتمر الناظر أقل من القليل، والمقصود بالتقليل هو هذا لأن المأمور لا ينظر إليه ما لم يأتمر، وجوز ابن عطية أن يراد بغد يوم الموت، وليس بذاك، وقرأ أبو حيوة.