وكبشة بنت رافع مع نسوة أخر رضي الله تعالى عنهن.
﴿ يا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ ﴾
عن الحسن. وابن زيد. ومنذر بن سعيد أنهم اليهود لأنه عز وجل قد عبر عنهم في غير هذه الآية بالمغضوب عليهم، وروي أن قوماً من فقراء المؤمنين كانوا يواصلون اليهود ليصيبوا من ثمارهم فنزلت، وقيل : هم اليهود والنصارى، وفي رواية عن ابن عباس أنهم كفار قريش، وقال غير واحد : هم عامة الكفرة ؛ وهذه الآية على ما قال الطيبي : متصلة بخاتمة قصة المشركين الذين نهى المؤمنون عن اتخاذهم أولياء بقوله تعالى :﴿ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء ﴾ [ الممتحنة : ١ ] وهي قوله سبحانه :﴿ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالمون ﴾ [ الممتحنة : ٩ ] وقوله تعالى :﴿ الظالمون يا أيها الذين ءامَنُواْ إِذَا جَاءكُمُ المؤمنات ﴾ [ الممتحنة : ١٠ ] الخ مستطرد فإنه لما جرى حديث المعاملة مع الذين لا يقاتلون المسلمين والذين يقاتلونهم وقد أخرجوهم من ديارهم من الأمر بمبرة أولئك والنهي عن مبرة هؤلاء أتى بحديث المعاملة مع نسائهم، ولما فرغ من ذلك أوصل الخاتمة بالفاتحة على منوال رد العجز على الصدر من حيث المعنى، وفي الانتصاف جعل هذه الآية نفسها من باب الاستطراد وهو ظاهر على القول : بأن المراد بالقوم اليهود أو أهل الكتاب مطلقاً، وقوله تعالى :﴿ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ الآخرة ﴾ استئناف، والمراد قد يئسوا من خير الآخرة وثوابها لعنادهم الرسول ﷺ المنعوت فيك تابهم المؤيد بالآيات البينات والمعجزات الباهرات، وإذا أريد بالقوم الكفرة فيأسهم من الآخرة لكفرهم بها.


الصفحة التالية
Icon