ونحن نجد المقاتلين على غير هذه الصفة كثيراً، وقال بعض الناس : قتال الرجالة أفضل من قتال الفرسان لأن التراص فيه يتمكن، وهذا ضعيف خفي على قائله مقصد الآية، وليس المراد نفي التصاف وإنما المقصد الجد في كل أوطان القتال وأحواله، وقصد بالذكر أشد الأحوال وهي الحالة التي تحوج إلى القتال ﴿ صفاً ﴾ متراصاً، ونابت هذه الحال المذكورة مناب جميع الأحوال، وقضت الآية بأن الذين يبلغ جدهم إلى هذه الحال حريون بأن لا يقصروا عن حال، و﴿ المرصوص ﴾ المصفوف المتضام، وقال أبو بحرية رحمه الله : إذا رأيتموني ألتفت في الصف فجبوا فؤادي ومنه قول الشاعر [ ابن أبي العنبس الثقفي ] :[ مجزوء الكامل ]
وبالشعب بين صفائح... صم ترصص بالجنوب