وراموا تشويه سمعتهم، وقد انضم إليه نصر الدين بإسلام أولئك الذين كانوا من قبل أئمة الكفر ومساعير الفتنة، فأصبحوا مؤمنين إخواناً وصدق الله وعده بقوله :﴿ عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ﴾ [ الممتحنة : ٧ ] وقوله :﴿ واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ﴾ [ آل عمران : ١٠٣ ].
وذكر اسم الجلالة يجوز أن يكون إظهاراً في مقام الإِضمار على احتمال أن يكون ضمير التكلم في قوله :﴿ هل أدلكم ﴾ [ الصف : ١٠ ] كلاماً من الله تعالى، ويجوز أن يكون جارياً على مقتضى الظاهر إن كان الخطاب أُمر به رسول الله ﷺ بتقدير "قل".
ووصف الفتح بـ ﴿ بقريب ﴾ تعجيل بالمسرة.
وهذه الآية من معجزات القرآن الراجعة إلى الإِخبار بالغيب.
﴿ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ ﴾.
يجوز أن تكون عطفاً على مجموع الكلام الذي قبلها ابتداء من قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة ﴾ [ الصف : ١٠ ] على احتمال أن ما قبلها كلام صادر من جانب الله تعالى، عطفَ غرض على غرض فيكون الأمر من الله لنبيئه ﷺ بأن يبشر المؤمنين.
ولا يتأتى في هذه الجملة فرضُ عطف الإِنشاء على الإِخبار إذ ليس عطف جملة بل جملة على جملة على مجموع جُمل على نحو ما اختاره الزمخشري عند تفسير قوله تعالى :﴿ وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات ﴾ الآية في أوائل سورة [ البقرة : ٢٥ ] وما بيَّنه من كلام السيد الشريف في حاشية الكشاف }.
وأما على احتمال أن يكون قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم ﴾ إلى آخره مسوقاً لأمر رسول الله ﷺ بأن يقول :﴿ هل أدلكم على تجارة ﴾ بتقدير قول محذوف، أي قل يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم، إلى آخره، فيكون الأمر في ﴿ وبشر ﴾ التفاتاً من قبيل التجريد.
والمعنى : وأُبشّرُ المؤمنين.


الصفحة التالية
Icon