ونظير هذه الآيات الآية ٢٥ من سورة الأنفال المارة فما بعدها، وقد رتب فيها الحياة على الجهاد، زرع اللّه في قلوبنا حبه لإعلاء كلمته، وجعلنا من المحبين لدعوته المقصودين بفضله، وما ذلك على اللّه بعزيز "وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" بالنصر والفتوح يا سيد الرّسل في هذه الدّنيا والفوز والسّعادة في العقبي ماداموا مؤمنين حقا، وإنما سمى الجهاد تجارة لما فيه من الرّبح العظيم والعزّ في الدّنيا ورضى اللّه والجنّة في الآخرة، وهذه تبشر المؤمنين حال نزولها بقرب فتح مكة إنجازا لوعد اللّه به لهم، وقد كان ذلك، وفيها بشارة عامة لكل مؤمن يتصف بما ذكره اللّه في هذه الآية بالنصر والفوز على أعدائه في كلّ مكان وزمان.
قال تعالى "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ" لنبيكم وأجيبوا دعوته ولبوا كلامه وابذلوا شيئكم له "كَما قالَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ"


الصفحة التالية
Icon