أمراضها النفسية والاجتماعية، ويمهد لنبوة عامة تهدى البشر كلهم إلى الله الواحد.. " وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد... ". وعندما ننظر فى الكتب التى ألفها تلامذة عيسى، والتى سقيت تجوزا أناجيل، نجد كلمات جديرة بأن نقف عندها متأملين. ففى إنجيل متى فى الإصحاح الرابع والعشرين يقول عيسى عليه السلام ".... ويقوم أنبياء كذبة كثيرون، ويضلون كثيرا، ولكن الذى يصير إلى المنتهى فهذا يخلص ويكرز - أى يدعو - ببشارة الملكوت هذه، فى كل المسكونة، شهادة لجميع الأمم ثم يكون المنتهى... " ونتساءل: من هذا الذى يدعو الملكوت ويعرض نفسه على العالم أجمع ويبقى حتى نهاية العالم؟ هل عرفت هذه الصفات لشخص آخر غير محمد؟ وفى إنجيل يوحنا فى الإصحاح الرابع عشر " إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى، وأنا أطلب من الأب فيعطيكم فارقليط آخر يثبت معكم إلى الأبد " وهذه كلمة يونانية تعنى الرحيم الذى يدافع الأحزان! فمن هو هذا القادم الذى تبقى رسالته إلى الأبد؟ إننى أتبع محمدا لأن كتابه تجاوب مع ضميرى! إننى عرفت الله بعقلى بعدما نظرت فى نفسى وفى آفاق العالم الذى يضمنى وسائر البشر. وإذا كان كتاب محمد لا يصلح دليلا على رسالته، فلن يصح فى الأذهان شىء، ولن تصدق رسالة بشر!! والنبوءات التى تشير إلى صدق محمد قد تخدم أصحابها، أما محمد نفسه فحسبه كتابه وسيرته.. " ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين * يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ". إن العقل أثمن ما وهب الله للناس، والإيمان الذى يقوم على تخدير العقل أو تمويته لا وزن له ولا خير فيه، ولكن جماهير غفيرة تنحى العقل جانبا ثم تتكلم، فكيف نسمع لها؟ وقد ختمت السورة بمعنيين كريمين يصدقان ما بدئت به: الأول أن الحياة إيمان