" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. سبح لله... الصف )
السّورة مكِّيّة بالاتِّفاق.
آياتها أَربع عشرة.
كلماتها مائتان وإِحدى وعشرون.
وحروفها تسعمائة.
مجموع فواصل آياتها (صمن).
وعلى الصّاد آية واحدة : مرصوص.
ولها اسمان : سورة الصّف ؛ لقوله :﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً﴾، وسورة الحَوَاريّين.
لقوله :﴿قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ﴾ وقيل : تسمّى سورة عيسى.
معظم مقصود السّورة : عتاب الذين يقولون أَقوالاً لا يعملون بمقتضاها، وتشريف صفوف الغُزَاة والمصلِّين، والتَّنبيهُ على جفاءِ بنى إِسرائيل، وإِظهار دِين المصطفى على سائر الأَديان، وبيان التجارة الرّابحة مع الرّحيم الرّحمن، والبشارة بنصر أَهل الإِيمان، على أَهل الكفر والخِذلان، وغلبة بنى إِسرائيل على أَعدائهم ذوى العُدْوان، فى قوله ﴿فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ﴾.
والسّورة محكمة، خالية عن الناسخ والمنسوخ.
المتشابهات :
قوله تعالى :﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ بالأَلف واللام، وفى غيرها ﴿افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ بالنكرة [لأَنها أَكثر استعمالا مع المصدر من المعرفة، وخصّت هذه السورة بالمعرفة لأَنه] إِشارة إِلى ما تقدّم من قول اليهود والنَّصارى.
قوله :﴿لِيُطْفِئُواْ﴾ باللام ؛ لأَن المفعول محذوف.
وقيل : اللام زيادة.
وقيل : محمول على المصدر.
قوله :﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ جزْم على جواب الأَمر ؛ فإِن قوله :﴿تُؤْمِنُوْنَ﴾ محمول على الأَمر أَى آمِنوا وليس بعده :(من) ولا (خالدين).
فضل السّورة
فيه حديث مُنْكَر عن أُبىّ : مَنْ قرأَ سورة عيسى كان عيسى مصلِّيًا مستغفراً له ما دام [فى] الدّنيا، وهو يوم القيامة رفيقه، ولم نجد فى رواية علىّ لهذه السّورة ذكر فضيلة والله أَعلم. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٤٦٢ ـ ٤٦٣﴾


الصفحة التالية
Icon