فصل فى التعريف بالسورة الكريمة
قال ابن عاشور :
سورة الصف
اشتهرت هذه السورة باسم ( سورة الصَّف ) وكذلك سميت في عصر الصحابة.
روى ابن أبي حاتم سنده إلى عبد الله بن سَلاَم أن نَاساً قالوا :( لو أرسلنا إلى رسول الله نسأله عن أحب الأعمال ) إلى أن قال :( فدعا رسول الله ( ﷺ ) أولئك النفَرَ حتى جمعهم ونزلتْ فيهم ( سورة سبح لله الصّف ) الحديث، رواه ابن كثير، وبذلك عنونت في ( صحيح البخاري ) وفي ( جامع الترمذي )، وكذلك كتب اسمها في المصاحِف وفي كتب التفسير.
ووجه التسمية وقوع لفظ ) صَفًّا ( ( الصف : ٤ ) فيها وهو صف القتال، فالتعريف باللام تعريف العهد.
وذكر السيوطي في ( الإِتقان ) : أنها تسمّى ( سورة الحواريين ) ولم يسنده. وقال الألوسي تسمّى ( سورة عِيسى ) ولم أقف على نسبته لقائل. وأصله للطبرسي فلعلّه أخذ من حديث رواه في فضلها عن أبيّ بن كعب بلفظ ( سورة عيسى ). وهو حديث موسوم بأنه موضوع. والطبرسي يكثر من تخريج الأحاديث الموضوعة. فتسميتها ( سورة الحواريين ) لذكر الحواريين فيها. ولعلّها أول سورة نزلت ذكر فيها لفظ الحواريين.
وإذا ثبت تسميتها ( سورة عيسى ) فلِما فيها من ذكر ) عيسى ( ( الصف : ٦ و ١٤ ) مرتين