الصف : ٤ ] فأحبوا الحياة وتولوا يوم أحد فأنزل الله تعالى :﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ وقيل في حق من يقول : قاتلت ولم يقاتل، وطعنت ولم يطعن، وفعلت ولم يفعل، وقيل : إنها في حق أهل النفاق في القتال، لأنهم تمنوا القتال، فلما أمر الله تعالى به قالوا :﴿لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا القتال﴾ [ النساء : ٧٧ ] وقيل : إنها في حق كل مؤمن، لأنهم قد اعتقدوا الوفاء بما وعدهم الله به من الطاعة والاستسلام والخضوع والخشوع فإذا لم يوجد الوفاء بما وعدهم خيف عليهم في كل زلة أن يدخلوا في هذه الآية ثم في هذه الجملة مباحث :
الأول : قال تعالى :﴿سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض﴾ [ الحديد : ١، الحشر : ١ ] في أول هذه السورة، ثم قاله تعالى في أول سورة أخرى، وهذا هو التكرار، والتكرار عيب، فكيف هو ؟ فنقول : يمكن أن يقال : كرره ليعلم أنه في نفس الأمر غير مكرر لأن ما وجد منه التسبيح عند وجود العالم بإيجاد الله تعالى فهو غير ما وجد منه التسبيح بعد وجود العالم، وكذا عند وجود آدم وبعد وجوده.
الثاني : قال :﴿سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض﴾ ولم يقل : سبح لله السموات والأرض وما فيهما، مع أن في هذا من المبالغة ما ليس في ذلك ؟ فنقول : إنما يكون كذلك إذا كان المراد من التسبيح، التسبيح بلسان الحال مطلقاً، أما إذا كان المراد هو التسبيح المخصوص فالبعض يوصف كذا، فلا يكون كما ذكرتم.