وقوله تعالى :﴿ فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم ﴾ قيل ذلك قبل محمد ﷺ، وبعد فترة من رفع عيسى عليه السلام، رد الله تعالى الكرة لمن آمن به، فغلبوا الكافرين الذين قتلوا صاحبه الذي ألقي عليه الشبه، وقيل ذلك بمحمد ﷺ، أصبح المؤمن بعيسى ظاهراً لإيمانه بمحمد ﷺ، وذلك أنه لا يؤمن أحد حق الإيمان بعيسى، إلا وفي ضمن ذلك الإيمان بمحمد لأنه بشر به، وحرض عليه، وقيل كان المؤمنون به قديماً ﴿ ظاهرين ﴾ بالحجة، وإن كانوا مفرقين في البلاد، مغلوبين في ظاهر الحياة الدنيا، وقرأ مجاهد وحميد والأعرج وابن محيصن :" فأيَدنا " مخففة الياء ممدودة الألف.
نجز تفسير سورة الصف ولله الحمد كثيراً. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾