وقد روي : أن النبيّ ﷺ قال :" "رأيتُني أسقي غنماً سوداً ثم أتبعتها غنماً عُفْراً أَوِّلْها يا أبا بكر" فقال : يا رسول الله، أما السود فالعرب، وأما العُفْر فالعجم تتبعك بعد العرب.
فقال النبيّ ﷺ :"كذا أَوّلَها المَلَك" " يعني جبريل عليه السلام.
رواه ابن أبي لَيلَى عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ، وهو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤)
قال ابن عباس : حيث ألحق العجم بقريش.
وقيل : يعني الإسلام، فضلُ الله يؤتيه من يشاء قاله الكلبي.
وقيل : يعني الوحي والنبوّة ؛ قاله مقاتل.
وقول رابع إنه المال يُنفق في الطاعة ؛ وهو معنى قول أبي صالح.
وقد روى مسلم عن أبي صالح : عن أبي هريرة " أن فقراء المهاجرين أتَوا رسول الله ﷺ فقالوا : ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات العلا والنعيم المقيم.
فقال :"وما ذاك"؟ قالوا : يُصَلُّون كما نصلّي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويُعتقون ولا نعتق.
فقال رسول الله ﷺ :"أفلا أعلمكم شيئاً تُدركون به مَن سبقكم وتَسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضلَ منكم إلاّ من صنع مثل ما صنعتم" قالوا : بلى يا رسول الله ؛ قال "تسبّحون وتكبّرون وتحمدون دُبُرَ كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة".
قال أبو صالح : فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله ﷺ فقالوا : سمِع إخواننا أهلُ الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله.
فقال رسول الله ﷺ :﴿ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ﴾ " وقول خامس إنه انقياد الناس إلى تصديق النبي ﷺ ودخولهم في دينه ونصرته.
والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٨ صـ ﴾