وقال ملا حويش :
تفسير سورة الجمعة
عدد ٤٢ و١١٠ و٦٢
نزلت بالمدينة بعد سورة الصّف.
وهي إحدى عشرة آية، ومائة وثلاثون كلمة وتسعمئة وعشرون حرفا، لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
بدئت سورة التغابن بما بدئت به فقط، ومثلها في عدد الآي سورة المنافقين والضّحى والقارعة والعاديات فقط، ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى "يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ" من دابة وجماد وجن وإنس وملائكة وحوت وطير لهذا الإله الجليل "الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" (١) في ملكه وحكمه.
واعلم أن التسبيح ثلاثة أقسام خلقه وهو إذا نظرت إلى كلّ شيء من المكونات الإلهية، دلتك خلقته على وحدانية اللّه تعالى وتنزيهه، وأنه الخالق الموجد له ومعرفة وهو جعل اللّه تعالى في كلّ شيء ما يعرف به ربه، بحيث لو سألته من سماك وسواك ينطق بلسان حاله أو قاله بلا تردد أو توقف معترفا بأن اللّه تعالى مكونه ومميزه عن غيره، يدلك هذا قوله عز وجل (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) الآية ١٥ من سورة الإسراء ج ١، وضرورة بان يجري اللّه تعالى لفظ تسبيحه وتنزيهه عما لا يليق به على كلّ جوهر أوجده في كونه من غير معرفة له بذلك، راجع أول سورة الحديد المارة.


الصفحة التالية
Icon