ورواه مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم خير يوم طلعت عليه الشّمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنّة وفيه أخرج منها ولا تقوم السّاعة إلّا في يوم الجمعة وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل اللّه فيها شيئا ألا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها وأول من سماه في العرب كعب بن لؤي وكان يسمى يوم العروية وأول من جمع النّاس فيه بالمدينة سعد بن زرارة قبل تشريف النّبي صلّى اللّه عليه وسلم إلى المدينة وأول جمعة جمعها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بالمدينة في بطن وادي بني سالم بن عوف أفتتخذوه مسجدا وقد المعنا لما يتعلق في هذا البحث في الآية ١٢٤ من سورة النّحل والآية ٤ من سورة الدّخان في ج ٢ والآية المذكورة تحتوي على ما يتعلق بسائر الأيام فراجعها وما ترشدك إليه من المواضع.
هذا وإذا سمعتم النّداء أيها النّاس "فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ" امضوا وسارعوا لا تجروا وتركضوا، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال صلّى اللّه عليه وسلم إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصّلاة وعليكم بالسكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا "وَذَرُوا الْبَيْعَ" دعوه واتركوه ولبّوا داعي اللّه، ولفظ البيع يتناول الشّراء لأنه يطلق عليه "ذلِكُمْ" المبادرة إلى صلاة الجمعة وترك العمل عند سماع النّداء "خَيْرٌ لَكُمْ" عند اللّه من الانشغال في الأمور الدّنيوية كلها "إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (٩) ما يصلح لكم في الدّنيا


الصفحة التالية
Icon