هذا وقد بينا ما يتعلق بالأذكار الواردة بعد الصّلوات في الآية ٣٩ من سورة ق والآية ٩٢ من الفرقان في ج ١ وفيهما يرشدانك إلى المواضع الأخرى.
أما ما جاء في فضل التبكير للجمعة فمنه ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة
غسل الجنابة ثم راح في السّاعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في السّاعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في السّاعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في السّاعة الرّابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في السّاعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا أحرم الإمام قعدت الملائكة يستمعون الذكر.
وفي رواية كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأوّل فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصّحف (وكلمة راح في الحديث السّابق بمعنى خف إلى الصّلاة ومشى إليها وأخذته الأريحية طلبا
لثواب اللّه تعالى) وروى البخاري عن عبادة قال أدركني أبو عيسى وأنا ذاهب إلى الجمعة، فقال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل اللّه حرمه اللّه على النّار.
فقد جعل الذهاب إلى الجمعة بمنزلة الذهاب إلى الجهاد في سبيل اللّه.
فما بال أناس يتركونها بلا عذر ويحرمون أنفسهم هذا الثواب العظيم، ويتعرضون لمقت اللّه ؟ روى مسلم عن ابن مسعود رضي اللّه عنه عن النّبي صلّى اللّه عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم.


الصفحة التالية
Icon