فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة


قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة الجمعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى (الملك) يقرأ هو ومابعده بالجر على النعت، وبالرفع على الاستئناف والجمهور على ضم القاف من (القدوس) وقرئ بفتحها وهما لغتان.
قوله تعالى (وآخرين) هو في موضع جر عطفا على الأميين.
قوله تعالى (يحمل) هو في موضع الحال من الحمار، والعامل فيه معنى المثل.
قوله تعالى (بئس مثل) مثل هذا فاعل بئس، وفي (الذين) وجهان: أحدهما هو في موضع جر نعتا للقوم والمخصوص بالذم محذوف: أي هذا المثل.
والثانى في موضع رفع تقديره: بئس مثل القوم مثل الذين، فمثل المحذوف هو المخصوص بالذم، وقد حذف، وأقيم المضاف إليه مقامه.
قوله تعالى (فإنه ملاقيكم) الجملة خبر إن، ودخلت الفاء لما في الذى من
شبه الشرط، ومنع منه قوم وقالوا: إنما يجوز ذلك إذا كان الذى هو المبتدأ، أو اسم إن، والذى هنا صفة، وضعفوه من وجه آخر وهو أن الفرار من الموت لا ينجى منه فلم يشبه الشرط.
وقال: هؤلاء الفاء زائدة، وقد أجيب عن هذا بأن الصفة والموصوف كالشئ الواحد، ولأن الذى لا يكون إلا صفة، فإذا لم يذكر الموصوف
معها دخلت الفاء والموصوف مراد، فكذلك إذا صرح، وأما ما ذكروه ثانيا فغير صحيح، فإن خلقا كثيرا يظنون أن الفرار من أسباب الموت ينجيهم إلى وقت آخر.
قوله تعالى (من يوم الجمعة) " من " بمعنى في، والجمعة بضمتين وبإسكان الميم مصدر بمعنى الاجتماع، وقيل في المسكن هو بمعنى المجتمع فيه مثل رجل ضحكة أي يضحك منه، ويقرأ بفتح الميم بمعنى الفاعل: أي يوم المكان الجامع مثل رجل ضحكة: أي كثير الضحك.
قوله تعالى (إليها) إنما أنث الضمير لأنه أعاده إلى التجارة لأنها كانت أهم عندهم، والله أعلم. أ هـ ﴿ إملاء ما من به الرحمن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon