عن الحقِّ إلى ما هُم عليهِ من الكُفرِ والضَّلالِ. ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ﴾ عندَ ظهورِ جنايتِهِم بطريقِ النصيحةِ ﴿ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ الله لَوَّوْاْ رُؤُوسَهُمْ ﴾ أي عطفُوها استكباراً ﴿ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ ﴾ يُعرضونَ عن القائلِ أو عن الاستغفارِ ﴿ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴾ عن ذلكَ.
﴿ سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ ﴾ كما إذا جاءوكَ معتذرينَ من جنايتِهِم وقُرِىءَ استغفرتَ بحذفِ حرفِ الاستفهامِ ثقةً بدلالةٍ أمْ عليهِ وقُرِىءَ آستغفرتَ بإشباعِ همزةِ الاستفهامِ لا بقلبِ همزةِ الوصلِ ألفاً ﴿ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ كما إذا أصرُّوا عَلى قبائِحهم واستكبرُوا عن الاعتذارِ والاستغفارِ ﴿ لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ ﴾ أبداً لإصرارِهِم على الفسقِ ورسوخِهِم في الكفرِ ﴿ إِنَّ الله لاَ يَهْدِى القوم الفاسقين ﴾ الكاملينَ في الفسقِ الخارجينَ عن دائرةِ الاستصلاحِ المنهمكينَ في الكفرِ والنفاقِ، والمرادُ إما هُم بأعيانِهِم والإظهارُ في موقعِ الإضمارِ لبيانِ غُلوهم في الفسقِ أو الجنسِ وهم داخلونَ في زُمرتِهِم دُخولاً أولياً. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon