وقال الآلوسى :
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أجسامهم ﴾
لصباحتها وتناسب أعضائها ﴿ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ﴾ لفصاحتهم وذلاقة ألسنتهم وحلاوة كلامهم، وكان ابن أبيّ جسيما فصيحاً يحضر مجلس رسول الله ﷺ في نفر من أمثاله كالجد بن قيس.
ومعتب بن قشير فكان عليه الصلاة والسلام ومن معه يعجبون من هياكلهم ويسمعون لكلامهم، والخطاب قيل : لكل من يصلح له وأيد بقراءة عكرمة.
وعطية العوفي يسمع بالياء التحتية والبناء للمفعول، وقيل : لسيد المخاطبين عليه الصلاة والسلام، وهذا أبلغ على ما في الكشف لأن أجسامهم إذا أعجبته ﷺ فأولى أن تعجب غيره ؛ وكذا السماع لقولهم، وليوافق قوله تعالى :﴿ إِذَا جَاءكَ ﴾ [ المنافقون : ١ ] والسماع مضمن معنى الإصغاء فليست اللام زائدة، وقوله تعالى :﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ﴾ كلام مستأنف لذمهم لا محل له من الاعراب ؛ وجوز أن يكون في حيز الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هم كأنهم الخ ؛ والكلام مستأنف أيضاً، وأنت تعلم أن الكلام صالح للاستئناف من غير تقدير فلا حاجة إليه، وقيل : هو في حيز النصب على الحال من الضمير المجرور في ﴿ لِقَوْلِهِمْ ﴾ أي تسمع لما يقولون مشبهين بخشب مسندة كما في قوله :
فقلت : عسى أن تبصريني كأنما...
بنى حوالي الأسود الحوادر


الصفحة التالية
Icon